کد مطلب:109736 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:240

خطبه 018-نکوهش اختلاف عالمان











ومن كلام له علیه السلام

فی ذمّ اختلاف العلماءِ فی الفتیا

وفیه یذم أهل الرأی ویكل أمر الحكم فی أمور الدین للقرآن

ذم اهل الرأی

تَرِدُ عَلَی أحَدِهِمُ القَضِیَّةُ فی حُكْمٍ مِنَ الْأَحْكَامِ فَیَحْكُمُ فِیهَا بِرَأْیِهِ، ثُمَّ تَرِدُ تِلْكَ القَضِیَّةُ بِعَیْنِهَا عَلَی غَیْرِهِ فَیَحْكُمُ فِیها بِخِلافِ قَوْلِهِ، ثُمَّ یَجْتَمِعُ الْقُضَاةُ بِذلِكَ عِنْدَ الِْإمَامِهِم الَّذِی اسْتَقْضَاهُم، فَیُصَوِّبُ آرَاءَهُمْ جَمِیعاً- وَإِلهُهُمْ وَاحِدٌ! وَنَبِیُّهُمْ وَاحِدٌ! وَكِتَابُهُمْ وَاحِدٌ! أَفَأَمَرَهُمُ اللهُ ـ سُبْحَانَهُ ـ بِالِْاخْتلاَفِ فَأَطَاعُوهُ! أَمْ نَهَاهُمْ عَنْهُ فَعَصَوْهُ!

الحكم القرآن أَمْ أَنْزَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ دِیناً نَاقِصاً فَاسْتَعَانَ بِهِمْ عَلَی إِتْمَامِهِ! أَمْ كَانُوا شُرَكَاءَ لَهُ فَلَهُمْ أَنْ یَقُولُوا وَعَلَیْهِ أَنْ یَرْضِی؟ أَمْ أَنْزَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ دِیناً تَامًّا فَقَصَّرَ الرَّسُولُ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَ سَلَّمَ عَنْ تَبْلِیغِهِ وَأَدَائِهِ وَاللهُ سُبْحَانَهُ یَقُولُ: (مَا فَرَّطْنَا فی الْكِتَابِ مِنْ شَیْءٍ) وَفِیهِ تِبْیَانٌ لِكُلِّ شَیْءٍ، وَذَكَرَ أَنَّ الْكِتَابَ یُصَدِّقُ بَعْضَهُ بَعْضاً، وَأَنَّهُ لاَ اخْتِلافَ فِیهِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَیرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِیهِ اخْتِلافاً كَثِیراً). وَإِنَّ الْقُرآنَ ظَاهِرُهُ أَنِیقٌ، وَبَاطِنُهُ عَمِیقٌ، لاَ تَفْنَی عَجَائِبُهُ، وَلاَتَنْقَضِی غَرَائِبُهُ، وَلاَ تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إلاَّ بِهِ.